الحقيقة التي أخفيت عنك والتي لا تعرفها حول منح الجزائر مبلغ 150 مليون دولار لتونس!

الثلاثاء، 18 فبراير 2020

الحقيقة التي أخفيت عنك والتي لا تعرفها حول منح الجزائر مبلغ 150 مليون دولار لتونس!

حقائق عن وديعة الجزائر بقيمة 150 مليون دولار لصالح تونس

هناك علاقات جيدة على مدار التاريخ تجمع بين تونس والجزائر وهي علاقات مميزة وعظيمة:

algerie tunisie

تمر تونس بأزمة اقتصادية ومالية خانقة، مما يجعلها من الدول المرشحة للسقوط بسبب الظروف السياسية السيئة في البلاد بعد الثورة التي أطاحت بنظام الحزب الواحد في البلاد.

هناك في الحدود الغربية لتونس توجد الجزائر التي شهدت ثورة سلمية مماثلة أطاحت بالرئيس بوتفليقة من السلطة والتي مكنتنا من رؤية انتخابات ديمقراطية في البلاد وأصبح على إثرها "عبد المجيد تبون" أول رئيس بعد الثورة.

على مر التاريخ ، كانت هناك علاقات جيدة توحد تونس والجزائر، وهي متجذرة وعميقة. ولسوء الحظ ، فهي ليست نفس العلاقة بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء الغربية.

* الفوائد الاقتصادية لزيارة الرئيس التونسي للجزائر:

إن زيارة الرئيس التونسي "قيس سعيد" للجزائر تعد الزيارة الأولى له للخارج وهذه الزيارة تعكس ما قلته حول العلاقات المتينة بين البلدين وأهمية الجزائر بالنسبة لتونس.

تناولت الزيارة الوضع في ليبيا ، لكنها ركزت على العلاقات الاقتصادية بين البلدين وكيفية معالجة الأزمات المالية التي تهدد المنطقة.

تهدف الزيارة أيضًا إلى تفعيل الاتفاقيات المتبادلة التي تم حظرها لعدة أسباب، بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات التي ما زالت موقعة على الورق.

لا تزال التجارة بين تونس والجزائر تعادل حوالي 1.7 مليار دولار، ويريد البلدان مضاعفة هذا الرقم في المستقبل.

هناك 600 شركة تونسية في السوق الجزائري وفي المقابل هناك 60 شركة جزائرية في السوق التونسية. تهيمن صادرات الجزائر من المشتقات الهيدروكربونية على المبادلات بين البلدين، ويريد البلدان زيادة الشركات والفاعلين في الأسواق بينهما.

* وديعة الجزائر بقيمة 150 مليون دولار:

كنوع من الدعم المالي لتونس، قررت الجزائر مساعدة البنك المركزي التونسي بإيداع مبلغ 150 مليون دولار كوديعة لدى البنك المركزي التونسي.

نعم ، إنها ثاني أكبر إيداع عربي بهذا المبلغ الكبير من المال وذلك بعد وديعة 500 مليون دولار من قطر في عام 2013.

ومع ذلك، فإن هذا الإيداع ليس هدية أو قرضًا ولا يمثل استثمارًا فعليًا، ولكنه وديعة فقط في البنك المركزي التونسي.

* إذن لماذا لم تضخ الجزائر 150 مليون دولار في تونس؟

حرفيا لا.. ستستخدم تونس هذه الوديعة كضمان للقروض مستقبلا من نفس البلد أو من صندوق النقد الدولي أوالمؤسسات المالية الدولية.

ويمكن للدولة الجزائرية أن تسحب 150 مليون دولار في أي وقت ما لم يكن هناك بند يتضمن مهلة زمنية للاحتفاظ بها في البنك المركزي التونسي.

في حالة وجود "نزاع سياسي خطير" بين البلدين، قد تلجأ الجزائر إلى سحب هذه الوديعة كورقة ضغط أو ضربة للاستقرار المالي لجارتها.

يمكن لتونس أيضًا استخدام هذه الوديعة لزيادة احتياطياتها من العملات الأجنبية حيث سيتم إيداعها بالدولار.

* الغضب والاستياء من إيداع 150 مليون دولار من الجزائر:

في الساعات القليلة الماضية وفي الشبكات الاجتماعية، رأينا رسائل تنتقد قرار الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" بضخ هذا المبلغ الكبير في البنك المركزي التونسي.

ومن الواضح أن هذه المنشورات كُتبت عن جهل بالودائع وكيف تختلف عن القروض والاستثمارات والهدايا وأنواع المعاملات المالية الأخرى بين البلدان.

من الواضح أن المواطن الجزائري البسيط لن يفهم الأهمية الدولية لهذا العمل وأهمية استقرار تونس بالنسبة للجزائر، لأنه يعتقد أن هذا المبلغ سيكون مفيدًا لو تم ضخه في اقتصاد البلاد الذي يواجه أزمة اقتصادية متنامية.

من ناحية أخرى، هناك تونسيون غاضبون حقًا من الحصول على 150 مليون دولار ويرون أنه قرض إضافي لبلدهم، وهم لا يعرفون أيضًا أنه ليس قرضًا.. إنه مجرد وديعة سيتم استخدامها كضمان للحصول على قروض في المستقبل.

وفي النهاية:
نحن نتفهم سر هذه الوديعة التي أودعتها الجزائر لدى البنك المركزي التونسي، هل يمكن استردادها؟ كيف ستستفيد تونس؟ لماذا منشوراتت الشبكات الاجتماعية خاطئة؟

إرسال تعليق

يمكنك مشاركة الموضوع على الواتساب من هاتفك المحمول فقط

اكتب كلمة البحث ثم اضغط Enter